رواية الحمار يعفور او عفير

رواية عفير او يعفور



الكافي - ج ١ - الصفحة ٢٣٧ وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن ذلك الحمار كلم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار.
الرد باختصار
رواية سنية مرسلة عندنا وعندهم مسندة
التفصيل
( ضعف روايات الحمار عفير عند الشيعة )
اولا
الشيخ علي النمازي - مستدرك سفينة البحار - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 407 ) الكافي : وروي مرسلا : أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : " إن ذلك الحمار كلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة ، فقام إليه فمسح على كفله ، ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار . ولا إشكال في هذه الرواية لأنه من الواضح أن تكلمه كان باعجاز النبي واستنطاقه. وذكره المجلسي في باب معجزاته في الحيوانات. ونعم ما قال في المرآة. ولا يستبعد كلام الحمار من يؤمن بالقرآن وبكلام الهدهد والنمل وغيرهما. انتهى تعليق النمازي
ثانيا
العلامة المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 17 ) - رقم الصفحة : ( 405 )
23 - وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : " إن ذلك الحمار كلم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : ، بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة ، فقام إليه فمسح على كفله ، ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار " .

وقد علق عليه العلامة المجلسي بقوله
أقول : والحديث مرسل كما ترى وفيه غرابة


( روايات الحمار عند السنة )
اتفق علماء المخالفين على وجود حمار اسمه عفير وهو ماسماه النبي على هذا الاسم واسمه الحقيقي يزيد وقد اثبت حقيقة روايته البخاري بذكر اسمه
كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2856 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن علي الأنصاري في كتابه ( المصباح المضيء في كتّاب النبي الأمي ورسله على ملوك الأرض من عربي وأعجمي ) ج1ص262
بعد أن نقل هذه الرواية السنية :
" قال لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال وأربعة أزواج خفاف وعشرة أواقي ذهب وفضة وحمار أسود فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار فقال له : ما اسمك ؟ قال –أي حمارهم- : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ولم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك أتوقعك أن تركبني وكنت قبلك لرجل من اليهود وكنت أعثر به عمدا وكان يجيع بطني ويضرب ظهري فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : قد سمتك يعفورا . يا يعفور ! قال : لبيك ! قال : أتشتهي الإناث ؟ قال : لا . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه في حاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إلى صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، فليتني كنت شعرة في جلد هذا الحمار المبارك الذي كان في كل وقت يلامس جلده جلد سيد البشر صلى الله عليه وسلم ويسمع له ويطيعه ويخاطبه ويفهم عنه وناهيك بها معجزة من بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم ثم سأل شيخهم هذا سؤالا فقال- : ما الحكمة من قوله صلى الله عليه وسلم يا يعفور ، أتشتهي الإناث ؟ فقال : لا ، وترديه في البئر يوم قبض صلى الله عليه وسلم، وكان له صلى الله عليه وسلم دواب غيره ، ولم يفعل ذلك واحد منهم ، بل الدلدل وهي بغلته البيضاء بقيت إلى خلافة معاوية ، وكرّ بها علي رضي الله عنه في صفين ؟ -ثم أجاب عن ذلك بقوله – والحكمة فيه والله أعلم أن يعفور قال : أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا ، لم يركبهم إلا نبي ثم قال : ولم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وتردى في البئر ولم يشته الإناث حتى لا يبقى له نسل ، فإنه آخرهم كما أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء كما قال ، لئلا يركبه أحد بعده إذ هو مركوب الأنبياء ، وأيضا جزعا عليه وتحزنا ويحق له أن يجزع ويحزن عليه صلى الله عليه وسلم وهذا ما بلغ إليه علمي من رسله صلى الله عليه وسلم ". انتهى المصباح المضيء ج1ص262-263.


فتح الباري - ابن حجر - ج ٦ - الصفحة ٤٤

حديث معاذ بن جبل (قوله عن عمرو بن ميمون) هو الأودي بفتح الهمزة وسكون الواو من كبار التابعين وسيأتي انه أدرك الجاهلية في أخبار الجاهلية وأبو اسحق الراوي عنه هو السبيعي والاسناد كله كوفيون الا الصحابي وأبو الأحوص شيخ يحيى بن آدم فيه كنت أظن أنه سلام بالتشديد وهو ابن سليم وعلى ذلك يدل كلام المزي لكن أخرج هذا الحديث النسائي عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي عن يحيى بن آدم شيخ شيخ البخاري فيه فقال عن عمار بن زريق عن أبي إسحاق والبخاري أخرجه ليحيى بن آدم عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق وكنية عمار بن زريق أبو الأحوص فهو هو ولم أر من نبه على ذلك وقد أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبو داود عن هناد بن السري كلاهما عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق وأبو الأحوص هذا هو سلام ابن سليم فان أبا بكر وهنادا أدركاه ولم يدركا عمارا والله أعلم (قوله كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير) بالمهملة والفاء مصغر مأخوذ من العفر وهو لون التراب كأنه سمى بذلك للونه والعفرة حمرة يخالطها بياض وهو تصغير أعفر أخرجوه عن بناء أصله كما قالوا سويد في تصغير أسود ووهم من ضبطه بالغين المعجمة وهو غير الحمار الآخر الذي يقال له يعفور وزعم ابن عبدوس انهما واحد وقواه صاحب الهدى ورده الدمياطي فقال عفير أهداه المقوقس ويعفور أهداه فروة بن عمرو وقيل بالعكس ويعفور بسكون المهملة وضم الفاء هو اسم ولد الظبي كأنه سمي بذلك لسرعته قال الواقدي نفق يعفور منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع وبه جزم النووي عن ابن الصلاح وقيل طرح نفسه في بئر يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع ذلك في حديث طويل ذكره ابن حبان في ترجمة محمد بن مرثد في الضعفاء وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم غنمه من خيبر وانه كلم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له انه كان ليهودي وانه خرج من جده ستون حمارا لركوب الأنبياء فقال ولم يبق منهم غيري وأنت خاتم الأنبياء فسماه يعفورا وكان يركبه في حاجته ويرسله إلى الرجل فيقرع بابه برأسه فيعرف انه أرسل إليه فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر أبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره قال ابن حبان لا أصل له وليس سنده بشئ (قوله إن تعبدوه ولا تشركوا) في رواية الكشميهني ان تعبدوا بحذف المفعول (قوله فيتكلوا) بتشديد المثناة وفي رواية الكشميهني بسكون النون وقد تقدم شرح ذلك في أواخر كتاب العلم وسيأتي هذا الحديث في الرقاق من طريق أنس بن مالك عن معاذ ولم يسم فيه الحمار ونستكمل بقية الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى وتقدم في العلم من حديث أنس بن مالك أيضا لكن فيما يتعلق بشهادة أن لا إله إلا الله وهذا فيما يتعلق بحق الله على العباد فهما حديثان ووهم الحميدي ومن تبعه حيث جعلوهما حديثا واحدا نعم وقع في كل منهما منعه صلى الله عليه وسلم ان يخبر بذلك الناس لئلا يتكلوا ولا يلزم من ذلك ان يكونا حديثا واحدا وزاد في الحديث الذي في العلم فأخبر بها معاذ عند موته تاثما ولم يقع ذلك هنا والله أعلم الحديث الرابع حديث أنس في فرس أبي طلحة وقد تقدم في أواخر الهبة مع شرحه وهو ظاهر فيما ترجم به هنا


القاضي عياض - الشفا بتعريف حقوق المصطفى - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 314 )
وما روى عن إبراهيم بن حماد بسنده من كلام الحمار الذى أصابه بخيبر " وقال له اسمى يزيد بن شهاب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم " يعفورا" وأنه كان يوجهه إلى دور اصحابه فيضرب عليهم الباب برأسه ويستدعيهم " وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات تردى في بئر جزعا وحزنا فمات .

أبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 232 )
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنبأ أبو سعد بن أبي علانة أنا أبو طاهر المخلص وأبو أحمد بن المهتدي حدثني أبو الحسن الأسدي عمر بن بشر بن موسى نا أبو حفص عمر بن مزيد نا عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الصهباء نا أبو حذيفة عبد الله بن حبيب الهذلي عن أبي عبد الله السلمي عن أبي منظور قال لما فتح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعني خيبر أصاب أربعة أزواج ثقال أربعة أزواج خفاف وعشر أواقي ذهب وفضة وحمار أسود مكبلا " قال فكلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الحمار فكلمه الحمار فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ما اسمك قال يزيد بن شهاب أخرج الله عز وجل من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي قد كنت أتوقعك أن تركبني لم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك قد كنت قبلك لرجل يهودي وكنت أتعثر به عمدا وكان يجيع بطني ويضرب ظهري قال فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأنت " يعفور " يا يعفور قال لبيك قال أتشتهي الإناث قال لا " قال فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يركبه في حاجته وإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومئ إليه أن أجب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلما قبض النبي ( صلى الله عليه وسلم ) جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها جزعا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فصارت قبره [ 1008 ] .

إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 160 )
روى البيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي ، سمعت الحسين بن أحمد الرازي ، سمعت أبا سليمان المقري يقول : " خرجت في بعض البلدان على حمار فجعل الحمار يحيد بي عن الطريق فضربت رأسه ضربات ، فرفع رأسه إلي وقال لي : اضرب يا أبا سليمان فإنما على دماغك هو ذا يضرب ، قال : قلت له : كلمك كلاما يفهم ! قال : كما تكلمني وأكلمك " .

أبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 166 ) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن حمدان السحر كي ، حدثنا عمر بن محمد بن بجير ، حدثنا أبو جعفر محمد بن يزيد - إملاء - ، أنا أبو عبد الله محمد بن عقبة بن أبي الصهباء ، حدثنا أبو حذيفة عن عبد الله بن حبيب الهذلي ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال وأربعة أزواج خفاف ، وعشر اواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ، ومكتل ، قال : " فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار فكلمه الحمار ، فقال له : ما اسمك ، قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الانبياء غيرك ، وقد كنت أتوقعك أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمدا ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتك " يعفور" ، يا يعفور ، قال : لبيك ، قال : تشتهي الاناث ؟ قال : لا "، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه لحاجته ، فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كان لابي الهيثم بن النبهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 166 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال وأربعة أزواج خفاف ، وعشر اواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ، ومكتل ، قال : " فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار فكلمه الحمار ، فقال له : ما اسمك ، قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الانبياء غيرك ..........

المقريزي - إمتاع الأسماع - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 266 ) - طبعة : دار الكتب العلمية بيروت - سنة : 1999 م أنّ رسول الله (ص) أصاب بخيبر أربعة أزواج أخفاف ، وعشرة أواقي ذهب ، وحماراً أسود ، " فقال : ما اسمك ؟ فكلمه الحمار وقال : إسمي يزيد بن أسود ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً ، كلهم لم يركبهم إلا نبي ، وقد كنت أتوقعك أنْ تركبني ، وكنت ملك رجل يهودي ، وكنت أتعثر به عمداً ، وكان يجيع بطني ، ويظرب ظهري ، قال : فأنت " يعفور" ، يايعفور ؟! قال : لبيك ؟ قال : أتشتهي الإناث ؟ قال : لا "، فكان يركبه ، فإذا نزل عنه بعثه إلى باب الرجل فيقرعه برأسه ، فإذا خرج صاحب الدار أومأ إليه أنْ أجب رسول الله (ص) ، فلما توفي رسول الله (ص) جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردّى فيها فصارت قبره جزعاً منه على رسول الله (ص) .


الملا علي القاري - شرح الشفا - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 640 ) - دار الكتب العلمية - بيروت
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
قال الملا علي القاري الحنفي : قصة يعفور ذكرها غير القاضي ، فقد نقلها السهيلي في روضه عن ابن فورك في كتاب الفصول ،قال السيهيلي : وزاد الجويني في كتاب الشامل " أنّ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم كان إذا أراد أحداً من أصحابه أرسل هذا الحمار فيذهب حتى يضرب برأسه الباب ، فيعلم أنْ قد أرسل إليه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم " ، وفي رواية : " فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أنْ أجب رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم " وقد أخرجه ابن عساكر عن ابن منظور وله صحبة ".

وترجمة الانصاري الذي اخرج له البخاري ومسلم كما سنبين
سير أعلام النبلاء الذهبي - للذهبي صفحة 533 جزء 9

الأنصاري ( ع )

الإمام العلامة المحدث ، الثقة ، قاضي البصرة ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك ، الأنصاري الخزرجي ، ثم النجاري البصري .

سمعه محمد بن المثنى العنزي يقول : ولدت سنة ثماني عشرة ومائة . [ ص:533 ]

وطلب العلم وهو شاب .

فحدث عن سليمان التيمي ، وحميد الطويل ، وسعيد الجريري ، وابن عون ، وأشعث بن عبد الملك الحمراني ، وأشعث بن عبد الله الحداني ، وحبيب بن الشهيد ، وأبيه عبد الله بن المثنى ، وابن جريج ، وإسماعيل بن مسلم المكي ، وقرة بن خالد ، وهشام بن حسان ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، وسعيد بن أبي عروبة ، وأبي خلدة خالد بن دينار ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف ، وعبيد الله بن الأخنس ، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن ، وشعبة ، وهمام ، والمسعودي وخلق ، وينزل إلى زفر الفقيه ، وسعد بن الصلت القاضي .

حدث عنه أبو الوليد الطيالسي ، وأحمد ، وابن معين ، وبندار ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن الأزهر ، والزعفراني ، والفلاس ، وعلي بن المديني ، وقتيبة ، ومحمد بن المثنى ، ومحمد بن يحيى ، ويحيى بن جعفر البيكندي ، وأبو قلابة ، ومحمد بن أحمد بن أبي الخناجر ، وأبو حاتم ، ومحمد بن عبد الله بن جعفر الأنصاري الصغير ، وأبو عمير عبد الكبير ولده ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وإسماعيل سمويه ، وعبد الله بن محمد بن أبي قريش ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، وعبد العزيز بن معاوية ، وخلق كثير ، خاتمهم أبو مسلم الكجي .

روى الأحوص بن المفضل ، عن يحيى بن معين : ثقة .

وقال أبو حاتم : صدوق وقال أيضا : لم أر من الأئمة إلا [ ص:534 ] ثلاثة : أحمد بن حنبل ، وسليمان بن داود الهاشمي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري .

وقال النسائي : ليس به بأس .

وأما أبو داود ، فقال : تغير تغيرا شديدا .

وقال زكريا الساجي : هو رجل جليل عالم ، لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ، ونظرائه ، غلب عليه الرأي .

وعن ابن معين قال : كان يليق به القضاء ، قيل : يا أبا زكريا ، فالحديث ؟ فقال :
إن للحرب أقواما لها خلقوا وللدواوين كتاب وحساب

وقال أبو خيثمة : أنكر يحيى بن سعيد حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون ، عن ابن عباس : احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم صائم وقيل : وهم فيه الأنصاري ، رواه سفيان بن [ ص: 535 ]حبيب ، عن حبيب ، عن >ميمون بن مهران ، عن يزيد بن الأصم : >أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة ، وهو محرم لكن قد روى الأنصاري حديث يزيد بن الأصم هكذا .

وقال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يقول : ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي ، وأما السماع فقد سمع ، ثم ذكر الحديث المذكور بضعفه ، وقال : ذهبت للأنصاري كتب ، فكان بعد يحدث من كتب غلامه أبي حكيم . [ ص: 536 ]

وقال الفسوي سئل ابن المديني عن الحديث المذكور ، فقال ليس من ذا شيء ، إنما أراد حديث يزيد بن الأصم .

الرامهرمزي : حدثني عبد الله بن محمد بن أبان الخياط ، من أهل رامهرمز ، حدثنا القاسم بن نصر المخرمي ، حدثنا سليمان بن داود المنقري ، قال : وجه المأمون إلى الأنصاري خمسين ألف درهم ، يقسمها بين الفقهاء بالبصرة ، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه ، قال الأنصاري : وكنت أتكلم عن أصحابي ، فقال هلال : هي لنا ، وقلت : بل هي لي ولأصحابي ، فاختلفنا ، فقلت لهلال : كيف تتشهد ؟ فقال : أومثلي يسأل عن التشهد ؟ فتشهد على حديث ابن مسعود ، فقال : من حدثك به ، ومن أين ثبت عندك ؟ فبقي هلال ، ولم يجبه ، فقال الأنصاري : تصلي كل يوم ، وتردد هذا الكلام ، وأنت لا تدري من رواه عن نبيك ؟ باعد الله بينك وبين الفقه ، فقسمها الأنصاري في أصحابه .

البيان في صحة ذلك : فإن المنقري واه . وكان الأنصاري قد أخذ الفقه عن عثمان البتي ، وسوار بن عبد الله ، وعبيد الله بن الحسن العنبري ، وولي قضاء البصرة زمن الرشيد بعد معاذ بن معاذ ، ثم قدم بغداد ، وولي بها القضاء ، ثم رجع ، فعن ابن قتيبة أن الرشيد قلده القضاء بالجانب الشرقي ، بعد العوفي ، فلما ولي الأمين ، عزله ، واستعمله على المظالم ، بعد ابن علية .

[ ص: 537 ]قال ابن مثنى : سمعت الأنصاري : كان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيام ، لا أشرب الماء ، واليوم أشرب كل يومين ، وما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره .

وقيل : تفقه بزفر وبأبي يوسف ، فالله أعلم .

قال ابن سعد وغيره : مات الأنصاري بالبصرة في رجب سنة خمس عشرة ومائتين .

قلت : عاش سبعا وتسعين سنة ، وكان أسند أهل زمانه ، وله جزء مشهور من العوالي تفرد به التاج الكندي ، وجزء آخر من رواية أبي حاتم الرازي عنه ، سمعناه من طريق السلفي ، وجزء رواه عنه أبو حاتم المهلب بن محمد بن المهلب المهلبي ، ويقع حديثه عاليا في " الغيلانيات " وما في شيوخ البخاري أحد أكبر منه ، ولا أعلى رواية ، بلى له عند البخاري نظراء ، منهم عبيد الله بن موسى ، وأبو عاصم ، ومكي بن إبراهيم ، رحمهم الله .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة كتابة ، قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا الأنصاري ، حدثني سليمان التيمي ، أن أبا عاصم حدثهم عن أسامة بن زيد ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قمت على باب الجنة ، فإذا عامة من [ ص: 538 ] يدخلها المساكين ، وقمت على باب النار ، فإذا عامة من يدخلها النساء .

أخرجه البخاري ومسلم من وجوه عن التيمي . الْأَنْصَارِيُّ ( ع )

الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْمُحَدِّثُ ، الثِّقَةُ ، قَاضِي الْبَصْرَةِ ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ ، ثُمَّ النَّجَّارِيُّ الْبَصْرِيُّ .

سَمِعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ يَقُولُ : وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَةٍ .

وَطَلَبَ الْعِلْمَ وَهُوَ شَابٌّ .

فَحَدَّثَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، وَابْنِ عَوْنٍ ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيِّ ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُدَّانِيِّ ، وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، وَأَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ ، وَقُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَأَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنَ ، وَشُعْبَةَ ، وَهَمَّامٍ ، وَالْمَسْعُودِيِّ وَخَلْقٍ ، وَيَنْزِلُ إِلَى زُفَرَ الْفَقِيهِ ، وَسَعْدِ بْنِ الصَّلْتِ الْقَاضِي .

حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَبُنْدَارٌ ، >وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ ، وَالْفَلَّاسُ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَقُتَيْبَةُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَيَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ الْبِيكَنْدِيُّ ، وَأَبُو قِلَابَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْخَنَاجِرِ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ الصَّغِيرُ ، وَأَبُو عُمَيْرٍ عَبْدُ الْكَبِيرِ وَلَدُهُ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، وَإِسْمَاعِيلُ سَمْوَيْهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قُرَيْشٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ ، خَاتَمُهُمْ أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ .

رَوَى الْأَحْوَصُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ .

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ وَقَالَ أَيْضًا : لَمْ أَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ إِلَّا ثَلَاثَةً : أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الْهَاشِمِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ .

وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .

وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ ، فَقَالَ : تَغَيَّرَ تَغَيُّرًا شَدِيدًا .

وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ : هُوَ رَجُلٌ جَلِيلٌ عَالِمٌ ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِنْ فُرْسَانِ الْحَدِيثِ مِثْلَ يَحْيَى الْقَطَّانِ ، وَنُظَرَائِهِ ، غَلَبَ عَلَيْهِ الرَّأْيُ .

وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ : كَانَ يَلِيقُ بِهِ الْقَضَاءُ ، قِيلَ : يَا أَبَا زَكَرِيَّا ، فَالْحَدِيثُ ؟ فَقَالَ :
إِنَّ لِلْحَرْبِ أَقْوَامًا لَهَا خُلِقُوا وَلِلدَّوَاوِينِ كُتَّابٌ وَحُسَّابٌ

وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ : أَنْكَرَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدِيثَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، عَنْ مَيْمُونٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : احْتَجَمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ وَقِيلَ : وَهِمَ فِيهِ الْأَنْصَارِيُّ ، رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ 535 ] حَبِيبٍ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ لَكِنْ قَدْ رَوَى الْأَنْصَارِيُّ حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ هَكَذَا .

وَقَالَ الْأَثْرَمُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : مَا كَانَ يَضَعُ الْأَنْصَارِيَّ عِنْدَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ إِلَّا النَّظَرُ فِي الرَّأْيِ ، وَأَمَّا السَّمَاعُ فَقَدْ سَمِعَ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ بِضَعْفِهِ ، وَقَالَ : ذَهَبَتْ لِلْأَنْصَارِيِّ كُتُبٌ ، فَكَانَ بَعْدُ يُحَدِّثُ مِنْ كُتُبِ غُلَامِهِ أَبِي حَكِيمٍ >ص:536 ]

وَقَالَ الْفَسَوِيُّ سُئِلَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنِ الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ ، فَقَالَ لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٌ ، إِنَّمَا أَرَادَ حَدِيثَ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ .

الرَّامَهُرْمُزِيُّ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ الْخَيَّاطُ ، مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمُنَقِّرِيُّ ، قَالَ : وَجَّهَ الْمَأْمُونُ إِلَى الْأَنْصَارِيِّ خَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، يُقَسِّمُهَا بَيْنَ الْفُقَهَاءِ بِالْبَصْرَةِ ، فَكَانَ هِلَالُ بْنُ مُسْلِمٍ يَتَكَلَّمُ عَنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ : وَكُنْتُ أَتَكَلَّمُ عَنْ أَصْحَابِي ، فَقَالَ هِلَالٌ : هِيَ لَنَا ، وَقُلْتُ : بَلْ هِيَ لِي وَلِأَصْحَابِي ، فَاخْتَلَفْنَا ، فَقُلْتُ لِهِلَالٍ : كَيْفَ تَتَشَهَّدُ ؟ فَقَالَ : أَوَمِثْلِي يُسْأَلُ عَنِ التَّشَهُّدِ ؟ فَتَشَهَّدَ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فَقَالَ : مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ ، وَمِنْ أَيْنَ ثَبَتَ عِنْدَكَ ؟ فَبَقِيَ هِلَالٌ ، وَلَمْ يُجِبْهُ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : تُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ ، وَتُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ ، وَأَنْتَ لَا تَدْرِي مَنْ رَوَاهُ عَنْ نَبِيِّكَ ؟ بَاعَدَ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْفِقْهِ ، فَقَسَّمَهَا الْأَنْصَارِيُّ فِي أَصْحَابِهِ

الْبَيَانُ فِي صِحَّةِ ذَلِكَ : فَإِنَّ الْمُنَقِّرِيَّ وَاهٍ . وَكَانَ الْأَنْصَارِيُّ قَدْ أَخَذَ الْفِقْهَ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ ، وَسَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ زَمَنَ الرَّشِيدِ بَعْدَ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ ، وَوَلِيَ بِهَا الْقَضَاءَ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَعَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ أَنَّ الرَّشِيدَ قَلَّدَهُ الْقَضَاءَ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ ، بَعْدَ الْعَوْفِيِّ ، فَلَمَّا وَلِيَ الْأَمِينُ ، عَزَلَهُ ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَظَالِمِ ، بَعْدَ ابْنِ عُلَيَّةَ

[ ص: 537 ] قَالَ ابْنُ مُثَنَّى : سَمِعْتُ الْأَنْصَارِيَّ : كَانَ يَأْتِي عَلَيَّ قَبْلَ الْيَوْمِ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، لَا أَشْرَبُ الْمَاءَ ، وَالْيَوْمَ أَشْرَبُ كُلَّ يَوْمَيْنِ ، وَمَا أَتَيْتُ سُلْطَانًا قَطُّ إِلَّا وَأَنَا كَارِهٌ .

وَقِيلَ : تَفَقَّهَ بِزُفَرَ وَبِأَبِي يُوسُفَ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ .

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ : مَاتَ الْأَنْصَارِيُّ بِالْبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ .

قُلْتُ : عَاشَ سَبْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً ، وَكَانَ أَسْنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ ، وَلَهُ جُزْءٌ مَشْهُورٌ مِنَ الْعَوَالِي تَفَرَّدَ بِهِ التَّاجُ الْكِنْدِيُّ ، وَجُزْءٌ آخَرُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ عَنْهُ ، سَمِعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ السِّلَفِيِّ ، وَجُزْءٌ رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ الْمُهَلَّبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْمُهَلَّبِيُّ ، وَيَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي " الْغَيْلَانِيَّاتِ " وَمَا فِي شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ أَحَدٌ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَلَا أَعْلَى رِوَايَةً ، بَلَى لَهُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ نُظَرَاءُ ، مِنْهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، وَأَبُو عَاصِمٍ ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، أَنَّ أَبَا عَاصِمٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ ص: 538 ] يَدْخُلُهَا الْمَسَاكِينُ ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ وَجُوهٍ عَنِ التَّيْمِيِّ


ابن الأثير في أسد الغابة ( 1 / 140 ) : ( كان له حمار أخضر اسمه عفير وقيل يعفور ) والمناويّ في فيض القدير : ( وكان له حماراً اسمه عفير ) وغيرهم.





































الاتصال بنا (ql3tsh.gmail.com)