ترتيب السور عند المخالفين باجتهاد الصحابة
صحيح البخاري – كتاب فضائل القرآن – باب تأليف القرآن
الجزء : ( 6 ) – رقم الصفحة : ( 185 )
4993 – حدثنا : إبراهيم بن موسى ، أخبرنا
: هشام بن يوسف
أن ابن جريج أخبرهم ، قال : ، وأخبرني : يوسف بن ماهك ، قال : إنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ
المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، إذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ، فَقالَ: أيُّ الكَفَنِ خَيْرٌ؟ قالَتْ: ويْحَكَ! وما يَضُرُّكَ؟ قالَ: يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أرِينِي مُصْحَفَكِ؟ قالَتْ: لِمَ؟
قالَ: لَعَلِّي أُوَلِّفُ القُرْآنَ عليه؛ فإنَّه يُقْرَأُ غيرَ مُؤَلَّفٍ، قالَتْ: وما يَضُرُّكَ أيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ؟
إنَّما نَزَلَ أوَّلَ ما نَزَلَ منه سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا
ذِكْرُ الجَنَّةِ والنَّارِ، حتَّى إذَا ثَابَ النَّاسُ إلى الإسْلَامِ نَزَلَ الحَلَالُ والحَرَامُ، ولو نَزَلَ أوَّلَ شَيءٍ: لا تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا،
ولو نَزَلَ: لا تَزْنُوا، لَقالوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أبَدًا، لقَدْ نَزَلَ بمَكَّةَ علَى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنِّي لَجَارِيَةٌ ألْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ
وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]، وما نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ والنِّسَاءِ إلَّا وأَنَا عِنْدَهُ، قالَ: فأخْرَجَتْ له المُصْحَفَ، فأمْلَتْ عليه آيَ السُّوَرِ.
صحيح البخاري – كتاب فضائل القرآن – باب تأليف القرآن
الجزء : ( 6 ) – رقم الصفحة : ( 186 )
4996 – حدثنا : عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال
: قال عبد الله : لقد تعلمت النظائر التي كان النبي (ص) يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة فقام عبد الله ودخل معه علقمة
وخرج علقمة فسألناه فقال : عشرون سورة من أول المفصل
على تأليف ابن مسعود آخرهن الحواميم حم الدخان وعم يتساءلون.
النووي – صحيح مسلم بشرح النووي – كتاب صلاة المسافرين وقصرها
باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل
الجزء : ( 6 ) – رقم الصفحة : ( 61 )
– وقوله : ( ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ) : قال القاضي عياض :
فيه دليل لمن يقول : إن ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف ، وإنه لم يكن ذلك من ترتيب النبي (ص) بل وكله إلى أمته بعده.
– قال : وهذا قول مالك وجمهور العلماء ، واختاره القاضي أبو بكر الباقلاني
، قال ابن الباقلاني : هو أصح القولين مع احتمالهما ، قال :
والذي نقوله : إن ترتيب السور ليس بواجب في الكتابة ولا في الصلاة
ولا في الدرس ولا في التلقين والتعليم ، وأنه لم يكن من النبي (ص) في ذلك نص ، ولا حد تحرم مخالفته ، ولذلك اختلف ترتيب
المصاحف قبل مصحف عثمان ، قال : وإستجاز النبي (ص) والأمة بعده في جميع الأعصار ترك ترتيب السور في الصلاة والدرس والتلقين.
الترمذي – سنن الترمذي – كتاب تفسير القرآن – باب ومن سورة التوبة
الجزء : ( 5 ) – رقم الصفحة : ( 123 )
3086 – حدثنا : محمد بن بشار ، حدثنا : يحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، وابن أبي عدي ،
وسهل بن يوسف ، قالوا : حدثنا : عوف بن أبي جميلة ، حدثنا : يزيد الفارسي ، حدثنا : ابن عباس ، قال : قلت لعثمان بن عفان
: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر :
{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ } ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك ، فقال : عثمان كان رسول الله (ص) مما يأتي عليه
الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هؤلاء الآيات في السورة
التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا
وكانت الأنفال
من أوائل ما انزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله (ص)
ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم اكتب بينهما سطر : { بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ } فوضعتها في السبع الطول.
ابن تيمية – مجموع الفتاوى – الفقه – الصلاة – باب صفة الصلاة
قاعدة صفات العبادات الظاهرة التي حصل فيها تنازع بين الأمة – فصل أنواع الاستفتاح للصلاة
الجزء : ( 22 ) – رقم الصفحة : ( 353 ) – الحاشية : 19
والقرآن فى زمانه لم يكتب ، ولا كان ترتيب السور على هذا الوجه أمرا واجبا مأمورا به من عند الله
، بل الأمر مفوض فى ذلك إلى اختيار المسلمين ، ولهذا كان لجماعة من الصحابة لكل منهم اصطلاح فى ترتيب سوره غير اصطلاح الآخر.
