حوار في التوحيد
اولاً
ينقسم التوحيد في النص القراني الكريم الى الوحدانية التي تنص على انه لا اله غير الله سبحانه كقوله تعالى {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 163] والاحدية التي تنص على انه سبحانه ليس مركباً ولا مقسماً كالمخلوقات كقوله تعالى قل هو الله احد فهو تعالى لاشبيه له وليس كمثله شئ
ثانياً
قال الله تعالى : فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
وهنا موضع الخلاف بيننا وبين المخالفين فهم رغم تهربهم من التشبيه والتعطيل لكنهم بنفس الوقت يضطرون للقول بكليهما. فالتشبيه بانهم يحدونه سبحانه بمكان كالمخلوقات ويحدونه بشكل وصورة واعضاء وهذا هو التجسيم بعينه والتشبيه بحقيقته الظاهرة
اما التعطيل فهم يعطلون اليد عن العلم فاليد لاتعلم انما الاذن تسمع والعين ترى فيحصل العلم والعين لاتسمع والاذن لاترى وفي نهاية المطاف يصعقهم القران الكريم بقوله تعالى في سورة الرحمن ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) ) فتفنى وتتعطل اليد والساق وغيرها ونعوذ بالله من هذه الاراء الضالة
ثالثا
مادام الله سبحانه يعلم الاشياء قبل حصولها فماهي الحاجة للعين يرى بها والاذن يسمع بها؟
هذا ليس له جواب عند المخالفين لانهم لايعرفون ان سمع الله علمه بالمسموعات وبصره علمه بالمبصرات وسبحان الله ان يحتاج لالة عين يعلم بها او اذن ليسمع بها سبحانه عما يصفون
اسئلة للمخالفين
1-عندما تزعمون ان الله سبحانه ينزل للسماء الدنيا هي يصعد مرة اخرى ويتغير مكانه ام انه سبحانه ينقسم لنصفين وتنتفي عنه الاحدية؟
وكذلك عندما تزعمون انه يضع رجله بالنار سبحانه عما تفترون؟
وكذلك عندما تزعمون جلس على العرش هل كان واقفا ام انه جلس ولن يقف ام ماذا؟
2-هذه التغيرات التي تنسبونها لله سبحانه هل تخالف كونه قديما ازليا لايتغير ام تؤمنون بانه سبحانه يتغير وتنتفي عنه صفة القدم؟
3-عندما تقولون ان اليد حقيقة فماذا تقصدون بانها حقيقية هل هي مادية ام ماذا؟فكلمة حقيقية لها معان عدة فاي معنى تقصدون؟
4- مادمتم تقولون لايجوز التاويل هل تقرون انه سبحانه ينسى كما قالت الاية المباركة وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما ( لكم من ناصرين ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون ) الجاثية – الآية 34
5-عندما قلتم ان اليد لابد ان تفسر باليد فهل تفسرون ان للقران يدين وخلف لقوله تعالى ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) فصلت – الآية 42