كتّاب الوحي
نستغرب عندما نقراء في كتبهم ان هناك كتّاب للوحي لكنهم لم يكتبوا القران في زمن عملهم كتّاباً للوحي ولا ادري اي عمل كانوا يعملون !! اوليس هم كتاب وحي؟ فاين الوحي الذي كتبوه؟ لكن لو تفكرنا قليلا سنجدهم يستسلمون للحقيقة معترفين بكذبهم على الله ورسوله وان النبي الاعظم صلوات الله عليه واله كان يامرهم بكتابة القران وكل اية تنزل ويدلهم على موضع الاية نفهم ولعلهم ارادوا تخصيص فضيلة كتابة القران لجماعة دون الصحابة وكانه الاسلام ليس للناس كافة وانما لمن يريدون تلميعه ليشتتوا الاذهان عن النبي واله صلوات الله عليهم وليتهموا النبي بالتقصير وحاشاه والقران بعدم وثاقته معاذالله فقالوا ان للنبي صلى الله عليه واله كتاب وحي يكتبون بامر النبي صلى الله عليه واله ويضعون شبهة تطعن بصحة القران من راوايات يجزم قارئها ان القران الكريم حصل فيه اختلاف بالجمع وذهب منه كثير بل الروايات تذكر ان القران نقل الينا بالمعنى وليس النص كما يزعمون
لذلك رتبت الكلام على مباحث لعله يتيسر فهمها بشكل اوضح واسال هذا السؤال
هل كان النبي صلى الله عليه واله يامر الكتّاب بكتابة القران؟
كتاب تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني [أبو بكر الحداد] ج: 1 ص: ١٠
مقدمة في علم أصول التفسير إعداد المحقق هشام البدراني الموصلي مفهوم القرآن الكريم
وتؤدّة وتثبّت، نزلناه تنزيلا حسب الحوادث. فمن أجل تثبيت فؤاد الرسول، ومن أجل قراءته على الناس على مكث وتؤدّة، ومن أجل أن ينزل حسب الحوادث وجوابات السائلين نزل منجّما مفرّقا في ثلاث وعشرين سنة.
وكان القرآن ينزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيأمر بحفظه في الصّدور، وكتابته في الرّقاع، من جلد أو ورق أو كاغد، وفي الأكتاف والعسب واللّخاف، أي على العظم العريض وعسب النّخل والحجارة الرقيقة، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه؛ لمّا أمّره أبو بكر الصديق رضي الله عنه في جمع المصحف، قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: فتتبّعت القرآن أجمعه من العسب واللّخاف وصدور الرجال (١).
وكان إذا نزلت الآيات أمر بوضعها موضعها من السّورة فيقول ألحقوا هذه الآية في سورة كذا بعد آية كذا، فيضعونها موضعها من السورة. قال ابن حجر العسقلاني: وأوضح من ذلك ما أخرجه أصحاب السنن الثلاثة وصححه الحاكم وغيره حديث ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهم جميعا قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم ينزل عليه الآيات فيقول: [ضعوها في السّورة الّتي يذكر فيها كذا] (٢) وهكذا حتى نزل القرآن كله والتحق الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالرفيق الأعلى بعد أن كمل نزول القرآن. ولذلك كان ترتيب آيات كلّ سورة على ما هي عليه الآن في المصحف توقيفا من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن جبريل عليه السّلام عن الله تعالى فهو ترتيب توقيفي من الله تعالى.
وعلى ذلك وكما قرأ بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نقلته الأمة ولا خلاف في ذلك مطلقا. وهذا الترتيب للآيات في سورها على الشكل الذي نراه الآن، هو نفسه الذي أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو نفسه الذي كان مكتوبا بالرّقاع والأكتاف والعسب واللّخاف ومحفوظا في الصّدور. وعليه فإن ترتيب الآيات في سورها قطعيّ أنه توقيفي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عن جبريل عليه السّلام، عن الله سبحانه تعالى.
(١) رواه البخاري في الصحيح: كتاب فضائل القرآن: باب جمع القرآن: الحديث (٤٩٨٦) وكتاب التفسير: باب لقد جاءكم رسول: الحديث (٤٦٧٩).والترمذي في الجامع الصحيح: أبواب تفسير القرآن: الحديث (٣١٠٣).والامام أحمد في المسند: ج ١ ص ١٠ وج ٥ ص ١٨٨. (٢) فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج ٩ ص ١٠:شرح الحديث (٤٩٨٣).
كتّاب الوحي
فقد اختلف أهل السير في تحديد عدد كتّاب الوحي، فمنهم من جعلهم ثلاثة عشر، ومنهم من جاوز بهم العشرين، وجعلهم ابن كثير ثلاثة وعشرين كما في البداية والنهاية، قال: أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين فمنهم
الخلفاء الأربعة
1- أبو بكر
2- وعمر
3- وعثمان
4- وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم….
ثم ذكر:
5- أبان بن سعيد بن العاص،
6- وأبي بن كعب،
7- وزيد بن ثابت،
8- ومعاذ بن جبل،
9- وأرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد مناف،
10- وثابت بن قيس بن شماس،
11- وحنظلة بن الربيع،
12- وخالد بن سعيد بن العاص،
13- وخالد بن الوليد،
14- والزبير بن العوام،
15- وعبد الله بن سعد بن أبي سرح،
16- وعامر بن فهيرة،
17- وعبد الله بن أرقم،
18- وعبد الله بن زيد بن عبد ربه،
19- والعلاء بن الحضرمي،
20- ومحمد بن مسلمة بن جريس،
21- ومعاوية بن أبي سفيان،
22- والمغيرة بن شعبة
كتاب الفصول في سيرة الرسول [ابن كثير] [فصل ـ كتاب الوحي ـ] ص: ٢٥٥
أما كتاب الوحي: فقد كتب له
1- أبو بكر،
2- وعمر،
3- وعثمان،
4- وعلي،
5- والزبير،
6- وأبي بن كعب،
7- وزيد بن ثابت،
8- ومعاوية بن أبي سفيان،
9- ومحمد بن مسلمة،
10- والارقم بن ابي الارقم
11- وأبان بن سعيد بن العاص،
12- وأخوه خالد،
13- وثابت بن قيس،
14- وحنظلة بن الربيع الأسيدي الكاتب،
15- وخالد بن الوليد
16- وعبد الله بن الأرقم،
17- وعبد الله بن زيد بن عبد ربه،
18- والعلاء بن عتبة،
19- والمغيرة بن شعبة،
20- وشرحبيل بن حسنة،
وقد أورد ذلك الحافظ أبو القاسم في كتابه أتم إيراد، وأسند ما أمكنه عن كل واحد من هؤلاء إلا شرحبيل بن حسنة، وذكر فيهم السجل، كما رواه أبو داود والنسائي عن ابن عباس في قوله تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} قال: هو كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أنكر هذا الحديث الإمام أبو جعفر بن جرير في تفسيره، وقال: لا يعرف في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا في أصحابه أحد يسمى [سجلاً] .
قلت: وقد أنكره أيضاً غير واحد من الحفاظ، وقد أفردت له جزءاً، وبينت طرقه وعلله، ومن تكلم فيه من الأئمة، ومن ذهب منهم إلى أنه حديث موضوع، والله تعالى أعلم