عمر قطع شجرة البيعة
كتاب المصنف – ابن أبي شيبة – ت الحوت
٧٥٤٥ – حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: أَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ نَاسًا يَأْتُونَ الشَّجَرَةَ الَّتِي بُويِعَ تَحْتَهَا، قَالَ: «فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ»
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ
سير أعلام النبلاء
الذهبي – شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
[ ص: 54 ] معاذ بن معاذ ( ع )
ابن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش ، التميمي القاضي الإمام الحافظ ، أبو المثنى العنبري البصري .
حدث عن : سليمان التيمي ، وأشعث بن عبد الملك ، وعوف الأعرابي ، ومحمد بن عمرو ، وأبي كعب صاحب الحرير وكهمس ، وقرة بن خالد ، والنهاس بن قهم ، وابن عون ، وحميد الطويل ، وحاتم بن أبي صغيرة ، وعمران بن حدير ، وشعبة ، وعاصم بن محمد العمري ، والثوري ، وخلق .
وعنه : أحمد ، وإسحاق ، ويحيى ، وعلي ، وبندار ، ومحمد بن مثنى ، وإسحاق بن موسى الخطمي ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن حاتم السمين ، وعبد الوهاب بن الحكم الوراق ، وأبو خيثمة ، وعمرو الفلاس ، ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان ، وأحمد بن سنان القطان ، وعبد الله بن هاشم الطوسي ، وابناه المثنى وعبيد الله ، وسعدان بن نصر ، وخلق كثير .
وقد روى أيضا عنه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وهو أكبر منه .
قال أحمد بن حنبل : معاذ بن معاذ إليه المنتهى في التثبت [ ص: 55 ] بالبصرة ، وقال : هو قرة عين في الحديث ، رواها المروذي عنه .
وروى عنه ولده عبد الله بن أحمد أنه قال : ما رأيت أفضل من حسين الجعفي ، وسعيد بن عامر ، ولا رأيت أعقل من معاذ بن معاذ كأنه صخرة .
وقال الكوسج عن يحيى بن معين ، وأبو حاتم الرازي : ثقة .
وقال عثمان الدارمي : قلت لابن معين : أيهما أحب إليك أزهر السمان في ابن عون ، أو معاذ بن معاذ ؟ قال : ثقتان . قلت : فمعاذ أثبت في شعبة أو غندر ؟ قال : ثقة وثقة .
وقال النسائي : معاذ ثقة ثبت .
قال عمرو بن علي : سمعت يحيى بن سعيد يقول : طلبت الحديث مع رجلين من العرب : خالد بن الحارث الهجيمي ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، وأنا مولى لقريش لتيم ، فوالله ما سبقاني إلى محدث قط ، فكتبا شيئا حتى أحضر ، إذا تابعاني ، لا أبالي من خالفني من الناس . وسمعت يحيى بن سعيد يقول : ما بالكوفة ولا البصرة ولا الحجاز أثبت من معاذ بن معاذ ، وما أبالي إذا تابعني من خالفني ، وقد كان شعبة يحلف : لا يحدث ، فيستثني معاذا وخالدا .
وورد أن يحيى بن سعيد قال في سجوده مرة : اللهم اغفر لخالد بن الحارث ، ومعاذ بن معاذ ، ثم قال : حدثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة ، قال أبو الدرداء : إني لأستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسماء آبائهم . قال محمد بن عيسى بن الطباع : ما علمت أحدا قدم بغداد إلا وقد [ ص: 56 ] تعلق عليه في شيء من الحديث إلا معاذا العنبري ، ما قدروا أن يتعلقوا عليه بحديث مع شغله بالقضاء .
قال أحمد بن عبدة : حدثنا معاذ بن معاذ قال : لما قدم بنو العباس ، بدءوا بالصلاة قبل الخطبة ، فانصرف الناس ، وهم يقولون : بدلت السنة ، بدلت السنة يوم العيد .
قال الفلاس : سمعت يحيى القطان يقول : ولدت سنة عشرين ومائة في أولها ، وولد معاذ بن معاذ في سنة تسع عشرة ومائة في آخرها ، كان أكبر مني بشهرين .
وقال عبيد الله بن معاذ : مات أبي سنة ست وتسعين ومائة .
وقال ابن سعد : كان ثقة ، ولي قضاء البصرة لهارون أمير المؤمنين ، ثم عزل ، وتوفي بالبصرة في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة .
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، وعلي بن محمد قالا : أخبرنا الحسن بن صباح ، أخبرنا عبد الله بن رفاعة ، أخبرنا أبو الحسن الخلعي ، [ ص: 57 ] أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزاز ، أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد ، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، حدثنا معاذ العنبري ، حدثنا حميد ، عن أنس ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : دخلت الجنة ، فإذا أنا بنهر يجري ، حافتاه خيام اللؤلؤ ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء ، فإذا مسك أذفر ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله – عز وجل – .
سير أعلام النبلاء
الذهبي – شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
عبد الله بن عون ( ع )
ابن أرطبان ، الإمام القدوة عالم البصرة ، أبو عون المزني . مولاهم البصري الحافظ .
حدث عن أبي وائل ، والشعبي ، والحسن ، وابن سيرين ، والقاسم بن محمد ، وإبراهيم النخعي ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، ومكحول ، وأنس بن سيرين ، وثمامة بن عبد الله ، ورجاء بن حيوة ، وزياد بن جبير ، وعمير بن إسحاق ، ونافع ، وأبي رجاء مولى أبي قلابة ، وخلق . وما وجدت له سماعا من أنس بن مالك ، ولا من صحابي مع أنه ولد في حياة ابن عباس ، وطبقته . وكان مع أنس بالبصرة . وقد ورد عنه أنه رأى أنسا وعليه عمامة خز . ولد سنة ست وستين وكان أكبر من سليمان التيمي .
روى عنه : سفيان ، وشعبة ، وابن المبارك ، ومعاذ بن معاذ ، وعباد بن العوام ، ومحمد بن أبي عدي والنضر بن شميل ، وإسماعيل بن علية ، ويزيد بن هارون ، وإسحاق الأزرق ، وأزهر السمان ، وأبو عاصم النبيل ، وقريش بن [ ص: 365 ] أنس ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وعثمان بن عمر بن فارس ، والأصمعي وبكار بن محمد السيريني ، ومسلم بن إبراهيم ، وخلق سواهم . وكان من أئمة العلم والعمل .
قال هشام بن حسان : لم تر عيناي مثل ابن عون . قال مثل هذا القول ، وقد رأى الحسن البصري . وقال ابن المبارك ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون وقال شعبة : شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره .
معاذ بن معاذ ، عن ابن عون قال : رأيت غيلان القدري مصلوبا على باب دمشق . قال ابن سعد : كان ابن عون ثقة ، كثير الحديث ، ورعا ، عثمانيا . قال : وأنبأنا بكار بن محمد ، سمعت ابن عون يقول : رأيت أنس بن مالك تقاد به دابته .
محمد بن سليمان المنقري : سمعت علي بن المديني يقول : كنا عند يحيى القطان ، فتذاكروا الأعمش ، وابن عون . فقالوا : الأعمش رأى غير واحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يحيى بن سعيد : سمع ابن عون من فقهاء أهل الأرض ، سمع بالبصرة من الحسن ، ومحمد ، وبالكوفة من إبراهيم والشعبي ، وبمكة من سعيد بن جبير ومجاهد ، وبالشام من مكحول ورجاء بن حيوة .
محمود بن غيلان ، حدثنا النضر بن شميل قال : كان رجل يلازم ابن عون ، فقيل له : بلغ حديث ابن عون أربعة آلاف ؟ قال : أضعف . قيل : ستة ؟ فسكت الرجل . قال النضر : وسمعت شعبة يقول : شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره . ورواها المقرئ عن شعبة .
وسئل ابن علية : من حفاظ البصرة ؟ فذكر ابن عون وجماعة .
محمد بن سلام الجمحي ، سمعت وهيبا يقول : دار أمر البصرة على [ ص: 366 ] أربعة : أيوب ، ويونس ، وابن عون ، وسليمان التيمي .
قال معاذ بن معاذ : سمعت ابن عون يقول : ما بقي أحد أبطن بالحسن منا ، والله لقد أتيت منزله في يوم حار ، وليس هو في منزله . فنمت على سريره ، فلقد انتبهت وإنه ليروحني .
روى إبراهيم بن رستم ، عن خارجة بن مصعب قال : صحبت ابن عون أربعا وعشرين سنة ، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة .
وعن سلام بن أبي مطيع قال : كان ابن عون أملكهم للسانه .
معاذ بن معاذ ، حدثني غير واحد من أصحاب يونس بن عبيد أنه قال : إني لأعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنى أن يسلم له يوم من أيام ابن عون ، فما يقدر عليه . قال ابن المبارك : ما رأيت مصليا مثل ابن عون .
وقال روح بن عبادة : ما رأيت أعبد من ابن عون .
قال معاذ بن معاذ : سمعت هشام بن حسان يقول : حدثني من لم تر عيناي مثله -فقلت في نفسي : اليوم يستبين فضل الحسن وابن سيرين – قال : فأشار بيده إلى ابن عون وهو جالس .
عن عثمان البتي قال : لم تر عيناي مثل ابن عون .
وروي عن القعنبي قال : كان ابن عون لا يغضب . فإذا أغضبه رجل قال : بارك الله فيك .
وعن ابن عون : أن أمه نادته فأجابها ، فعلا صوته صوتها ، فأعتق رقبتين .
قال بكار السيريني : صحبت ابن عون دهرا ، فما سمعته حالفا على يمين برة ولا فاجرة .
قال قرة بن خالد : كنا نعجب من ورع محمد بن سيرين فأنساناه ابن عون . قال بكار بن محمد : كان ابن عون يصوم يوما ويفطر يوما .
[ ص: 367 ] قال عبد الرحمن بن مهدي : ما كان بالعراق أعلم بالسنة من ابن عون .
قال محمد بن عبد الله الأنصاري : حدثني صاحب لي عن ابن عون ، أنه سأله رجل فقال : أرى قوما يتكلمون في القدر . أفأسمع منهم ؟ فقال : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم إلى قوله : الظالمين قال معاذ بن معاذ : ما رأيت رجلا أعظم رجاء لأهل الإسلام من ابن عون ، لقد ذكر عنده الحجاج ، وأنا شاهد ، فقيل : يزعمون أنك تستغفر له ؟ فقال : ما لي أستغفر للحجاج من بين الناس ، وما بيني وبينه ؟ وما كنت أبالي أن أستغفر له الساعة .
ابن سعد : أخبرنا الأنصاري قال : حدث هشام مرة فقال له رجل : من حدثك به ؟ قال : من لم تر عيناي والله مثله قط ، عبد الله بن عون .
روى بهيم العجلي ، عن أبي إسحاق الفزاري ، سمعت الأوزاعي يقول : إذا مات ابن عون والثوري استوى الناس .
علي بن بكار ، عن أبي إسحاق الفزاري ، قال الأوزاعي : لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ، ما اخترت إلا سفيان ، وابن عون .
أبو داود الطيالسي ، عن شعبة قال : ما رأيت قط مثل أيوب ، ويونس ، وابن عون .
معاذ عن شعبة : ما رأيت أحدا من أصحاب الحديث إلا وهو يدلس ، إلا ابن عون ، وعمرو بن مرة .
قال ابن المبارك : ما رأيت أحدا ممن ذكر لي ، إلا كان إذ رأيته دون ما ذكر [ ص: 368 ] لي ، إلا ابن عون ، وحيوة بن شريح .
قال أبو داود : سمعت أبا عوانة يقول : رأيت الكوفة ، ورأيت الناس ، ما رأيت مثل أيوب ، ويونس ، وابن عون .
عارم : حدثنا حماد قال : فقهاؤنا : أيوب ، ويونس ، وابن عون ، قلت : هؤلاء الثلاثة أنجم البصرة في الحفظ ، وفي الفقه ، وفي العبادة والفضل . ورابعهم سليمان التيمي ، رحمهم الله .
قال يحيى بن يوسف الذمي : سمعت أبا الأحوص قال : كان يقال لابن عون سيد القراء في زمانه .
قال عثمان بن سعيد : سألت ابن معين عن ابن عون فقال : هو في كل شيء ثقة .
محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثني مفضل بن لاحق قال : كنا بأرض الروم ، فخرج رومي يدعو إلى المبارزة فخرج إليه رجل فقتله ، ثم دخل في الناس ، فجعلت ألوذ به لأعرفه وعليه المغفر . قال : فوضع المغفر يمسح وجهه فإذا ابن عون ! ؟ .
علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا خارجة بن مصعب قال : جالست ابن عون عشرين سنة ، فلم أظن أن الملكين كتبا عليه سوءا . وروى نحوها عصام بن يوسف ، عن خارجة ، إلا أنه قال اثنتي عشرة سنة .
محمد بن سعد ، أنبأنا بكار بن محمد ، قال : كان ابن عون قد أوصى إلى أبي ، وصحبته دهرا فما سمعته حالفا على يمين برة ولا فاجرة . كان طيب الريح ، لين الكسوة ، وكان يتمنى أن يرى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم . فلم يره إلا قبل موته بيسير ، فسر بذلك سرورا شديدا . قال : فنزل من درجته إلى المسجد ، فسقط فأصيبت رجله ، فلم يزل يعالجها حتى مات ، رحمه الله .
[ ص: 369 ] قال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني عبد الله بن محمد البلخي ، سمعت مكي بن إبراهيم يقول : كنا عند عبد الله بن عون فذكروا بلال بن أبي بردة ، فجعلوا يلعنونه ، ويقعون فيه يعني -لجوره وظلمه- قال : وابن عون ساكت فقالوا له : إنما نذكره لما ارتكب منك . فقال : إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة : لا إله إلا الله ، ولعن الله فلانا .
قال أبو بكر : وحدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن ابن المبارك قال : قيل لابن عون : ألا تتكلم فتؤجر ؟ فقال : أما يرضى المتكلم بالكفاف ؟ ! روى مسعر عن ابن عون قال : ذكر الناس داء ، وذكر الله دواء .
قلت : إي والله ، فالعجب منا ومن جهلنا ، كيف ندع الدواء ونقتحم الداء ؟ ! قال الله تعالى : فاذكروني أذكركم ولذكر الله أكبر وقال : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله . ومن أدمن الدعاء ولازم قرع الباب فتح له .
وقد كان ابن عون قد أوتي حلما وعلما ، ونفسه زكية تعين على التقوى ، فطوبى له .
قال بكار بن محمد السيريني : كان ابن عون إذا حدث بالحديث يخشع عنده -حتى نرحمه- مخافة أن يزيد أو ينقص .
وكان لا يدع أحدا من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه . وما رأيته يماري أحدا ولا يمازحه ، ما رأيت أملك للسانه منه ، ولا رأيته دخل حماما قط ، وكان له وكيل نصراني يجبي غلته ، وكان لا يزيد في شهر رمضان على حضوره المكتوبة ، ثم يخلو في بيته . وقد سعت به المعتزلة إلى إبراهيم بن عبد الله [ ص: 370 ] بن حسن ، الذي خرج بالبصرة فقالوا : هاهنا رجل يربث عنك الناس . فأرسل إليه إبراهيم : أن ما لي ولك ؟ فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه . قال الأنصاري : سمعت ابن عون يذكر أنه دخل على سلم بن قتيبة ، وهو أمير ، فقال : السلام عليكم ، لم يزد . فضحك سلم ، وقال : نحتملها لابن عون يعني أنه ما سلم بالإمرة .
ولقد كان ابن عون بخير ، موسعا عليه في الرزق ، قال معاذ بن معاذ : رأيت عليه برنسا من صوف ، رقيقا حسنا . فقيل له : ما هذا البرنس يا أبا عون ؟ قال : هذا كان لابن عمر كساه لأنس بن سيرين ، فاشتريته من تركته .
قال بكار بن محمد السيريني : وكان له سبع يقرؤه كل ليلة ، فإذا لم يقرأه أتمه بالنهار . وكان يغزو على ناقته إلى الشام ، فإذا صار إلى الشام ركب الخيل . وقد بارز روميا ، فقتل الرومي .
وكان إذا جاءه إخوانه كأن على رءوسهم الطير . لهم خشوع وخضوع ، وما رأيته مازح أحدا ، ولا ينشد شعرا . كان مشغولا بنفسه وما سمعته ذاكرا بلال بن أبي بردة بشيء قط . ولقد بلغني أن قوما قالوا له : يا أبا عون : بلال فعل كذا . فقال : إن الرجل يكون مظلوما ، فلا يزال يقول حتى يكون ظالما ، ما أظن أحدا منكم أشد على بلال مني . قال : وكان بلال ضربه بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية .
وكان -فيما حدثني بعض أصحابنا- لابن عون ناقة يغزو عليها ، ويحج ، وكان بها معجبا . قال : فأمر غلاما له يستقي عليها ، فجاء بها وقد ضربها [ ص: 371 ] على وجهها ، فسالت عينها على خدها . فقلنا : إن كان من ابن عون شيء فاليوم ! قال : فلم يلبث أن نزل ، فلما نظر إلى الناقة قال : سبحان الله ! أفلا غير الوجه ، بارك الله فيك ، اخرج عني ، اشهدوا أنه حر .
قال ابن سعد : وأنبأنا بكار قال : كانت ثياب ابن عون تمس ظهر قدميه . وكان زوج عمتي أم محمد ، ابنة عبد الله بن محمد بن سيرين .
قال أبو قطن : رأيت بعض أسنان ابن عون مشدودة بالذهب .
حماد بن زيد ، عن محمد بن فضاء قال : رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال : زوروا ابن عون فإنه يحب الله ورسوله . أو : إن الله يحبه ورسوله .
قال بكار بن محمد : سقط ابن عون وأصيبت رجله فتعلل ومات ، فحضرت وفاته ، فكان حين قبض موجها يذكر الله -تعالى- حتى غرغر . فقالت عمتي : اقرأ عنده سورة ” يس ” فقرأتها . ومات في السحر . وما قدرنا أن نصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى . غلبنا الناس عليه . قال : ومات وعليه من الدين بضعة عشر ألفا ، وأوصى بخمس ماله بعد وفاء دينه ، إلى أبي في قرابته المحتاجين . ولم أره يشكو في علته . وكفنوه في برد شراؤه مائتا درهم ، ولم يخلف درهما ، إنما خلف دارين .
ومات في شهر رجب سنة إحدى وخمسين ومائة وكذا أرخ موته يحيى القطان فيها ، والأصمعي ، وسعيد الضبعي ، وأبو نعيم ، وسليمان بن حرب ، وخليفة ، وابن معين ، وهو الصحيح . وقال المقري ، ومكي بن إبراهيم : سنة خمسين ومائة .
[ ص: 372 ] قلت : عاش خمسا وثمانين سنة . وتوفي بالبصرة ، وترجمته في كراسين من تاريخ دمشق . يقع لي من عواليه .
أخبرنا عمر بن عبد المنعم قراءة عليه ، عن أبي اليمن زيد بن الحسن ، وكتب إلى يحيى بن أبي منصور ، أنبأنا أبو اليمن الكندي ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا إبراهيم بن عمر الفقيه حضورا في سنة خمس وأربعين وأربع مائة ، أنبأنا أبو محمد بن ماسي ، حدثنا أبو مسلم الكجي ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا ابن عون ، عن الشعبي ، سمعت النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووالله لا أسمع أحدا بعده يقول : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبين ذلك أمور مشتبهات -وربما قال : مشتبهة- وسأضرب لكم في ذلك مثلا : إن الله حمى حمى ، وإن حمى الله ما حرم الله ، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى -وربما قال : إنه من يخالط الريبة يوشك أن يجسر متفق عليه .
وقد رواه مسلم عن عبد الملك بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن عون بن عبد الله ، عن الشعبي . فكأن شيخنا ابن الصيرفي سمعه من مسلم .
وسمعته من إسماعيل بن الفراء ، وأحمد بن العماد قالا : أنبأنا أبو محمد بن قدامة ، أنبأنا هبة الله بن الحسن الدقاق ، أنبأنا عبد الله بن علي الدقاق ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد المعدل ، أنبأنا محمد بن عمرو الرزاز ، حدثنا سعدان [ ص: 373 ] بن نصر ، حدثنا عمر بن شبيب ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : الحلال بين والحرام بين ، وبينهما مشتبهات من تركهن استبرأ لدينه وعرضه ، ومن يركبهن يوشك أن يركب الحرام ، كالراعي إلى جنب الحمى يوشك أن يقع فيه ، ولكل ملك حمى ، وإن حمى الله محارمه .
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، أنبأنا أبو الفتح بن النبطي ( ح ) ، وأنبأتنا ست الأهل بنت علوان ، أنبأنا البهاء عبد الرحمن ، أخبرتنا شهدة بنت أحمد قالا : أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي ، أنبأنا علي بن محمد ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ، حدثنا يحيى بن جعفر ، أنبأنا علي بن عاصم ، أنبأنا ابن عون ، عن إبراهيم ، عن الأسود ومسروق ، عن عائشة : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يباشرها وهو صائم . ثم قالت : وأيكم أملك لأربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 374 ] قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله في سنة ثلاث وتسعين ، عن عبد المعز بن محمد البزاز ، وزينب بنت عبد الرحمن الشعرية ( ح ) وقرأت على إسحاق بن طارق ، أنبأنا يوسف بن خليل ، أنبأنا ثابت بن محمد ، ومحمد بن معمر ومحمد بن الحسن الإصبهبذ وطائفة قالوا :
أنبأنا زاهر بن طاهر ، أنبأنا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ، أنبأنا محمد بن أيوب الرازي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : سألت ابن عون فحدثني قال : أتيت أبا وائل ، وقد عمي ، فقلت لمولاة له : قولي لأبي وائل : حدثنا ما سمعت من عبد الله بن مسعود ، فقالت : يا أبا وائل : حدثهم ما سمعت من عبد الله قال : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : ” يا أيها الناس ، إنكم لمجموعون في صعيد واحد ، يسمعكم الداعي وينفذكم البصر ، ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من وعظ بغيره ” .
قال خليفة بن خياط : حدثنا الوليد بن هشام القحذمي ، عن أبيه عن ابن عون ، عن أبيه ، عن جده أرطبان قال : كنت شماسا في بيعة ميسان ، فوقعت في السهم لعبد الله بن درة المزني .
قال أحمد العجلي : أهل البصرة يفخرون بأربعة : أيوب ، ويونس ، وسليمان التيمي ، وابن عون .
قال معاذ بن معاذ ، سمعت ابن عون يقول : ما بقي أحد أبطن بالحسن منا . والله لقد أتيت منزله في يوم حار ، وليس هو في منزله فنمت على [ ص: 375 ] سريره ، فلقد انتبهت وإنه ليروحني .
وروى حماد بن زيد ، عن ابن عون قال : قلت عند الحسن ومحمد فكلاهما لم يزالا قائمين على أرجلهما حتى فرش لي .
قال محمد بن عبد الله الأنصاري : سمعت عثمان البتي يقول في شهادة الرجل لأبيه ، لا يجوز إلا أن يكون مثل ابن عون .
قال الأنصاري : وبه آخذ . قد شهدت عند سوار بن عبد الله لأبي بشهادة فقبلها .
وروى أبو عبيد ، عن عبد الرحمن بن مهدي قال : ما كان بالعراق أحد أعلم بالسنة من ابن عون .
قلت : كان ابن عون عديم النظير في وقته زهدا وصلاحا . فأما سميه
سير أعلام النبلاء
الذهبي – شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
[ ص: 95 ] نافع ( ع )
الإمام المفتي الثبت ، عالم المدينة ، أبو عبد الله القرشي ، ثم العدوي العمري ، مولى ابن عمر وراويته .
روى عن ابن عمر ، وعائشة ، وأبي هريرة ، ورافع بن خديج ، وأبي سعيد الخدري ، وأم سلمة ، وأبي لبابة بن عبد المنذر ، وصفية بنت أبي عبيد زوجة مولاه ، وسالم وعبد الله وعبيد الله وزيد أولاد مولاه ، وطائفة .
وعنه الزهري ، وأيوب السختياني ، وعبيد الله بن عمر ، وأخوه عبد الله وزيد بن واقد ، وحميد الطويل ، وأسامة بن زيد ، وابن جريج ، وعقيل وبكير بن عبد الله بن الأشج ، وابن عون ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد ويونس بن عبيد ، ويونس بن يزيد ، وإسماعيل بن أمية ، وابن عمه أيوب بن موسى ، ورقبة بن مصقلة ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وحفص بن عنان اليمامي ، وخالد بن زياد الترمذي متأخر ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، وعبد الله بن سليمان الطويل ، وعبد الحميد بن جعفر ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد العزيز بن أبي رواد وعمر ، وأبو بكر ، ولدا نافع ، ومحمد بن إسحاق ، وابن أبي ذئب ، وابن أبي ليلى ومحمد بن عجلان ، والزبيدي ، وشعيب بن أبي حمزة ، وأبو معشر نجيح ، وهشام بن الغاز ، وهمام بن يحيى ، وهشام بن سعد ، وحميد بن زياد ، وحجاج بن أرطاة ، والأوزاعي ، والضحاك بن عثمان ، [ ص: 96 ] ومالك بن مغول ، وزيد ، وعاصم ، وواقد ، وأبو بكر ، وعمر بنو محمد بن زيد العمري ، وجرير بن حازم ، وجويرية بن أسماء ، وفليح بن سليمان ، ومالك ، والليث ، ونافع بن أبي نعيم ، وخلق سواهم .
أخبرنا علي بن أحمد العلوي ، أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي ، أخبرنا محمد بن عبيد الله الكتبي ، أخبرنا محمد بن محمد الزينبي ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا خلف بن هشام البزار سنة ست وعشرين ومائتين ، حدثنا القطاف بن خالد المخزومي ، حدثنا نافع أنه أقبل مع ابن عمر من مكة ، حتى إذا كان ببعض الطريق لقيه خبر من امرأته أنها بالموت ، وكان إذا نودي للمغرب نزل مكانه ، فصلى ، فلما كانت تلك العشية نودي بالمغرب ، فسار حتى أمسى ، وظننا أنه نسي ، فقلنا : الصلاة ، فسار حتى إذا كاد الشفق يغيب نزل ، فصلى المغرب ، وغاب الشفق ، فصلى العتمة ، ثم أقبل علينا فقال : هكذا كنا نصنع مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا جد به السير أخرجه النسائي عن قتيبة عن العطاف فوقع بدلا عاليا .
قال النسائي : أول طبقة من أصحاب نافع : أيوب وعبيد الله ومالك .
الطبقة الثانية صالح بن كيسان ، وابن عون ، وابن جريج ، ويحيى بن سعيد .
الثالثة : موسى بن عقبة ، وإسماعيل بن أمية ، وأيوب بن موسى .
الرابعة : يونس بن يزيد ، وجويرية بن أسماء ، والليث .
الخامسة : ابن عجلان ، وابن أبي ذئب ، والضحاك بن عثمان .
السادسة : سليمان بن موسى ، وبرد بن سنان ، وابن أبي رواد .
[ ص: 97 ] السابعة : عبد الرحمن السراج ، وعبيد الله بن الأخنس .
الثامنة : ابن إسحاق ، وأسامة بن زيد ، وعمر بن محمد ، وصخر بن جويرية ، وهمام بن يحيى ، وهشام بن سعد .
التاسعة : ليث بن أبي سليم ، وحجاج بن أرطاة ، وأشعث بن سوار ، وعبد الله بن عمر .
العاشرة : إسحاق بن أبي فروة ، وأبو معشر ، وعبد الله بن نافع ، وعثمان البري وطائفة .
قال البخاري : أصح الأسانيد : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر .
قال عبيد الله بن عمر : بعث عمر بن عبد العزيز نافعا مولى ابن عمر إلى أهل مصر يعلمهم السنن .
الأصمعي حدثنا العمري عن نافع قال : دخلت مع مولاي على عبد الله بن جعفر ، فأعطاه في اثني عشر ألفا ، فأبى وأعتقني ، أعتقه الله .
وروى زيد بن أبي أنيسة ، عن نافع قال : سافرت مع ابن عمر بضعا وثلاثين حجة وعمرة ، قال أحمد بن حنبل : إذا اختلف سالم ونافع ما أقدم عليهما .
قال ابن وهب : قال مالك : كنت آتي نافعا ، وأنا حدث السن ، ومعي غلام لي فيقعد ويحدثني ، وكان صغير النفس ، وكان في حياة سالم لا يفتي شيئا .
[ ص: 98 ] مطرف بن عبد الله ، عن مالك قال : كان في نافع حدة ، ثم حكى مالك أنه كان يلاطفه ويداريه ، ويقال : كان في نافع لكنة وعجمة .
قال إسماعيل بن أمية : كنا نرد على نافع اللحن فيأبى .
وروى محمد بن عمر الواقدي عن جماعة قالوا : كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر صحيفة ، فكنا نقرؤها .
قال يونس بن يزيد : قال نافع : من يعذرني من زهريكم ، يأتيني فأحدثه عن ابن عمر ، ثم يذهب إلى سالم ، فيقول : هل سمعت هذا من أبيك ؟ فيقول : نعم ، فيحدث به عن سالم ويدعني ، والسياق من عندي .
ابن وهب ، عن مالك : كنت آتي نافعا ، وأنا غلام حديث السن ، فينزل ويحدثني ، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد ، فإذا طلعت الشمس ، خرج ، وكان يلبس كساء ، وربما وضعه على فمه لا يكلم أحدا ، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتف بكساء له أسود .
إسماعيل بن أبي أويس ، عن أبيه : كنا نختلف إلى نافع ، وكان سيئ الخلق ، فقلت : ما أصنع بهذا العبد ؟ فتركته ولزمه غيري ، فانتفع به .
معمر ، كان أيوب السختياني يحدثنا عن نافع ، ونافع حي . وقال مالك : إذا قال نافع شيئا ، فاختم عليه .
وقال عبد الرحمن بن خراش : نافع ثقة نبيل . وروى أيوب أن عمر بن عبد العزيز ولى نافعا صدقات اليمن . [ ص: 99 ]
ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، حدثني نافع بن أبي نعيم ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، وابن أبي فروة قالوا : كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر في صحيفة ، فكنا نقرؤها عليه ، فيقول : يا أبا عبد الله ! أتقول : حدثنا نافع ؟ فيقول : نعم الأصمعي ، عن نافع بن أبي نعيم ، عن نافع أنه قيل له : قد كتبوا علمك ، قال : كتبوا ؟ قيل : نعم ، قال : فليأتوا به حتى أقومه .
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن أبيه ، عن نافع ، أنه لما احتضر بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ قال : ذكرت سعدا وضغطة القبر .
قال حماد بن زيد وجماعة : توفي نافع سنة سبع عشرة ومائة وشذ الهيثم بن عدي ، وأبو عمر الضرير ، فقالا : مات سنة عشرين ومائة .
قال إسماعيل بن أمية : كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى ، ويقول : لا إلا الذي سمعته .
وقد اختلف في محتد نافع على أقوال : فقيل : هو بربري . وقيل : نيسابوري . وقيل : ديلمي . وقيل : طالقاني . وقيل : كابلي . والأرجح أنه فارسي المحتد في الجملة .
قال النسائي : أثبت أصحاب نافع : مالك ، ثم أيوب ، ثم عبيد الله ، ثم يحيى بن سعيد ، ثم ابن عون ، ثم صالح بن كيسان ، ثم موسى بن عقبة ، ثم ابن [ ص: 100 ] جريج ، ثم كثير بن فرقد ، ثم الليث بن سعد .
وقد اختلف سالم ونافع على ابن عمر في ثلاثة أحاديث ، وسالم أجل منه ، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب . وبلغنا أنهم تذاكروا حديث إتيان الدبر الذي تفرد به نافع عن مولاه ، فقال ميمون بن مهران : إنما قال هذا نافع بعدما كبر وذهب عقله . وروي أن سالما قالوا له : هذا عن نافع ، فقال : كذب العبد ، أو أخطأ العبد ، إنما كان ابن عمر يقول : يأتيها مقبلة ومدبرة في الفرج .
وعن أبي إبراهيم المنذر الحزامي قال : ما سمعت من هشام بن عروة رفثا قط إلا يوما واحدا ، أتاه رجل ، فقال : يا أبا المنذر ! نافع مولى ابن عمر يفضل أباك عروة على أخيه عبد الله بن الزبير ، فقال : كذب عدو الله ، وما يدري نافع عاض بظر أمه ! عبد الله خير والله وأفضل من عروة .
قلت : وقد جاءت رواية أخرى عنه بتحريم أدبار النساء ، ما جاء عنه بالرخصة فلو صح لما كان صريحا ، بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل ، وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد ، لا يطالعه عالم إلا ويقطع بتحريم ذلك . [ ص: 101 ]
قد ذكرنا أن الأصح وفاة نافع سنة سبع عشرة ومائة وقال ابن عيينة وأحمد بن حنبل : سنة تسع عشرة ومائة .
وقول ميمون بن مهران : كبر وذهب عقله ، قول شاذ ، بل اتفقت الأمة على أنه حجة مطلقا .
قال ابن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث .
وقال العجلي والنسائي : مدني ثقة .
وقال ابن خراش : ثقة نبيل .