موقف ام حبيبة من ثار عثمان
الغريب في هذه الرواية ان الظاهر منها دور مهم لام حبيبة في الفتنة وكذلك غرابة الرواية تفيد ان عثمان لم يدفن بملابسه فهل تم تكفينه ام عارياام المقصود فقط قميصه؟
تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج ٥٩ – الصفحة ١٢٢ عن الشعبي قال لما قتل عثمان أرسلت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أهل عثمان أرسلوا إلي بثياب عثمان التي قتل فيها فبعثوا إليها بقميصه مضرج بالدم وبالخصلة الشعر التي نتفت من لحيته فعقدت الشعر في زر القميص ثم دعت النعمان ابن بشير فبعثت به إلى معاوية فمضى بالقميص وكتابها إلى معاوية فصعد معاوية المنبر وجمع الناس ونشر القميص وذكر ما صنع بعثمان ودعا إلى الطلب بدمه فقام أهل الشام فقالوا هو ابن عمك وأنت وليه ونحن الطالبون معك بدمه فبايعوا له ….. الخ
شماتة ام حبيبة بحرق محمد بن ابي بكر
حزنت السيدة عائشة رضي الله عنها على أخيها محمد بن أبي بكر حزناً شديداً لمَّا بلغها مقتله في مصر، وقالت: كنت أعده ولداً وأخاً [1]، وقد ضمت عائشة عيال محمد بن أبي بكر إليها [2] ومنهم إبنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الذي أضحى فيما بعد علماً من أعلام التابعين الكرام.
حالُ أمه أسماء بنت عميس الخثعمية بعد تلقيها خبر مقتله
ذكر أبو عمر الكندي صاحب كتاب ولاة مصر حال أسماء بنت عميس الخثعمية والدة محمد بن أبي بكر عند بلوغها خبر مقتل إبنها محمد في مصر فقال: (حدثنا علي بن سعيد، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، قال: حدثنا هشيم، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن سعيد بن عبد الرحمن، «أن أسماء إبنة عميس لما جاءها خبر محمد بن أبي بكر أنه قتل وأحرق بالنار في جيفة حمار، قامت إلى مسجدها فجلست فيه وكظمت الغيظ حتى نشحت ثديها دماً») [3].
أقول: لم أجد هذه الرواية فيما إطلعت عليه من كتب السنة والتاريخ والسير والتراجم المعتمدة عند أهل السنة، ولكنها في روايات الشيعة ومقالاتهم وخطبهم وأحاديثهم كثيرة جداً [4]، والذي يترجح لي أنها من رواياتهم وأن صاحب كتاب ولاة مصر قد نقلها من كتبهم والله تعالى أعلم.
معاوية بن حديج يرسل مولاه سليم إلى المدينة بشيراً بقتل محمد بن أبي بكر
ذكر صاحب كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم فقال: (أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، عن أبي القاسم بن أبي عبد الله بن منده، قال: أخبرنا أبي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو سعيد بن يونس الحافظ، قال: حدثنا أسامة بن أحمد التجيبي، قال: حدثني زيد بن أبي زيد بن أبي العمر، عن أحمد بن يحيى ابن زيد، عن إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب أن معاوية بن حديج أرسل مولاه سليم إلى المدينة المنورة مبشراً بقتل محمد بن أبي بكر ومعه قميصه ودخل به دار عثمان، فاجتمع إليه آل عثمان من رجال ونساء، وأظهروا السرور بمقتله، وأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان بكبش يشوى، وبعثت بذلك إلى عائشة وقالت: هكذا شوي أخوك، فلم تأكل عائشة شواءً حتى لحقت بالله عز وجل) [5].
(1) . أسد الغابة (4/ 326) .
(2) . البداية والنهاية (7/ 314) .
(3) . ولاة مصر (1/ 26) .
(4) . أنظر الغارات لإبراهيم الثقفي (1/ 287) .
(5) . المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لإبن الجوزي (5/ 152) ، وكتاب ولاة مصر (1/ 26) .
