أنساب الأشراف للبلاذري ( ج 10 ص 334 ) طبعة الفكر
حدثنا محمد بن سعد(صدوق حسن الحديث وقد وثق)، ثنا عمرو بن عاصم (صدوق حسن الحديث)(1)، ثنا داود بن أبي الفرات(ثقة) عن عبد الله بن بريدة الأسلمي(ثقة) قال: بينما عمر يعس ذات ليلة إذ سمع امرأة تقول. هل من سبيل إلى خمر فأشربها … أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج فلما أصبح عمر سأل عنه فقيل هو نصر بن الحجاج بن علاط السلمي، فأرسل إليه فأتاه فإذا هو أحسن الناس شعرا، وأصبحهم وجها، فأمره عمر أن يعتم ففعل فازداد حسنا، فقال عمر: أما والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنابها وأمر له بما يصلحه وسيره إلى البصرة. (1) مصنفوا تحرير تقريب التهذيب: صدوق حسن الحديث ، ولا نعلم من أين أتى بقوله : في حفظه شيء وقال المدائني: غرب عمر نصر بن الحجاج إلى البصرة فقال: يا أمير المؤمنين أعلمهم أنك إنما أخرجتني لهذا الشعر لا لغيره.
كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين – ط العلميةالابن القيم
ص 378الباب الخامس والعشرون: في رحمة المحبين والشفاعة لهم إلى أحبابهم في الوصال الذي يبيحه الدين
ان عمر بن الخطاب يعس بالليل فسمع صوت امرأة تغني وتقول هل من سبيل إلى خمر فأشربها … أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
قال: وذلك أن نَصر بن حجَّاجٍ لمّا نفاه عمر إلى البصرةِ، كان يدخُلُ على مُجاشع بن مسعود السُّلَمي، وكان به مُعْجَبًا، وكان لمجاشعٍ امرأةٌ يُقال لها الخُضَيراء تكتبُ وتقرأ، وكانت من أجمل النساء، وكان مُجاشِعٌ لا يَصبِرُ عنها وعن نصر بن حجَّاج، وهو يومئذٍ على البصرةِ أميرٌ، فكان لشَغَفِهِ بهما يَجمعهما في مَجلسهِ، فحانت من مُجاشعٌ التفاتةٌ ونَصرٌ يَخُطُّ على الأرضِ خُطوطًا، فقالت الخُضيراء: وأنا، فعلم مجاشعٌ أنَّه جوابُ كلامٍ، وكان مُجاشعٌ لا يقرأ.
وانصرف نَصرٌ إلى منزلهِ، ودعا مجاشعٌ كاتبًا، فقرأ فإذا هو: إني لأُحبُّك حُبًّا لو كان فوقَك لأظلَّكِ، ولو كان تحتك لأقَلَّكِ، وبلغ نَصرًا من فعلِ مُجاشع بن مسعود فاستحيا لذلك، واشتد وجدُه بها، وظهر دَنَفُه، وعَظُمَتْ بَليَّتُه، وحلَّتْ رزِيَّتُه، والتحَف عليه الضَّنَى، وامتنع من الغِذاء حتى شارفَ الفَناء، ولزمَ بيتَه حتى صار كالفَرْخِ، فقال مجاشع لامرأته: اذهبي إليه فأَسْنِديه إلى صَدرِك، وأطعميه الطعام بيدك، فأبت، فعزم عليها فذهبت، ففعلت به ذلك، فلما تحامل نصر خرج من البصرةِ فلم يُوقف له على خَبَرٍ (١).
(١) اعتلال القلوب ٣٣٧ – ٣٣٩، وانظر طبقات ابن سعد ٣/ ٢٦٥، وأنساب الأشراف ٩/ ١٠٢ – ١٠٣، والدرة الفاخرة
وذكر المبرِّدُ في كتاب “الكامل” أن عمرَ لمّا جزَّ شَعرَ نَصْرِ قال نَصْر:
ضَنَّ ابنُ خَطّابٍ عليَّ بجُمَّةٍ … إذا رُجِّلَت تهتَزُّ هزَّ السَّلاسِلِ فصَلَّعَ رأسًا لما يصلِّعْهُ ربُّه … يرِفُّ رفيفًا بعد أسودَ جاثِلِ (١) الجاثل: الكثيرُ الشَّعر.
وقال هشام بن الكَلْبي: نصرُ بن حجَّاج بن عِلاط السُّلَميُّ، لأبيه حجَّاج صحبةٌ. ومُجاشع بن مسعود كان خليفة أبي موسى الأشعريِّ على البصرةِ، وطلَّق مُجاشعٌ امرأتَه بسبب نَصرٍ، وبلغ أبا موسى فقال لنَصرٍ: ما أخرجَكَ أمير المؤمنين من خيرٍ، اخرُج عنّا، ونفاه إلى فارس، فنزل على دِهقانةٍ فأعجبها، فراسلتْه وراسَلها، وكان على فارس عُثمان بن أبي العاص الثقفي، فأراد أن يَنفيَه فقال له نصر: واللَّهِ لئن سيَّرْتني لألحقنّ بالكفار، فسكت عنه (٢). وقال الهيثم: فيقال إن المُتَمَنِّية التي قالت: هل من سبيلٍ إلى خمرٍ فأشربها، الفارعةُ أُمُّ الحجاج بن يوسف الثقفي، واللَّه أعلم.
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فصل لابن القيم في رحمة المحبين والشفاعة لهم إلى أحبابهم في الوصال الذي يبيحه الدين:
قال عليه الرحمة:
وقال مخلد بن الحسين حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال كان عمر بن الخطاب يعس بالليل فسمع صوت امرأة تغني وتقول:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ** أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
فقال أما وعمر حي فلا فلما أصبح بعث إلى نصر بن حجاج فإذا رجل جميل فقال اخرج فلا تساكني بالمدينة فخرج حتى أتى البصرة وكان يدخل على مجاشع بن مسعود وكانت له امرأة جميلة فأعجبها نصر فأحبها وأحبته فكان يقعد هو ومجاشع يتحدثان والمرأة معهما فكتب لها نصر في الأرض كتابا فقالت وأنا… فعلم مجاشع أنها جواب كلام وكان مجاشع لا يكتب والمرأة تكتب فدعا بإناء فأكفاه على المكتوب ودعا كاتبا فقرأه فإذا هو إني لأحبك حبا لو كان فوقك لأظلك ولو كان تحتك لأقلك وبلغ نصرا ما صنع مجاشع فاستحيا ولزم بيته وضني جسمه حتى كان كالفرخ فقال مجاشع لامرأته اذهبي إليه فأسنديه إلى صدرك وأطعميه الطعام بيدك فأبت فعزم عليها فأتته فأسندته إلى صدرها وأطعمته الطعام بيدها فلما تحامل خرج من البصرة.
إن الذين بخير كنت تذكرهم ** هم أهلكوك وعنهم كنت أنهاكا
لا تطلبن شفاء عند غيرهم ** فليس يحييك إلا من توفاكا
فإن قيل فهل تبيح الشريعة مثل ذلك قيل إذا تعين طريقا للدواء ونجاة العبد من الهلكة لم يكن بأعظم من مداواة المرأة للرجل الأجنبي ومداواته لها ونظر الطبيب إلى بدن المريض ومسه بيده للحاجة وأما التد اوي بالجماع فلا يبيحه الشرع بوجه ما وأما التداوي بالضم والقبلة فإن تحقق الشفاء به كان نظير التداوي بالخمر عند من يبيحه بل هذا أسهل من التداوي بالخمر فإن شربه من الكبائر وهذا الفعل من الصغائر والمقصود أن الشفاعة للعشاق فيما يجوز من الوصال والتلاق سنة ماضية وسعي مشكور. وقد جاء عن غير واحد من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم أنهم شفعوا هذه الشفاعة. فقال الخرائطي حدثنا علي بن الأعرابي حدثنا أبو غسان النهدي قال مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته بطريق من طرق المدينة فإذا جارية تطحن برحاها وهي تقول: وهويته من قبل قطع تمائمي ** متمايسا مثل القضيب الناعم
وكأن نور البدر سنة وجهه ** ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم
فدق عليها الباب فخرجت إليه فقال ويلك أحرة أنت أم مملوكة فقالت بل مملوكة يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمن هويت فبكت ثم قالت بحق الله إلا انصرفت عني قال لا أريم أو تعلميني فقالت
وأنا التي لعب الغرام بقلبها ** فبكت لحب محمد بن القاسم
فصار إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه وبعث بها إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب وقال هؤلاء فتن الرجال وكم قد مات بهن من كريم وعطب عليهن من سليم ويذكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه جاءته جارية تستعدي على رجل من الأنصار فقال لها عثمان ما قصتك فقالت يا أمير المؤمنين كلفت بابن أخيه فما أنفك أراعيه فقال له عثمان إما أن تهبها لابن أخيك أو أعطيك ثمنها من مالي فقال أشهدك يا أمير المؤمنين أنها له. وأتي علي بن أبي طالب بغلام من العرب وجد في دار قوم بالليل فقال له ما قصتك فقال لست بسارق ولكني أصدق
تعلقت في دار الرباحي خودة ** يذل لها من حسنها الشمس والبدر
لها في بنات الروم حسن ومنصب ** إذا افتخرت بالحسن صدقها الفخر
فلما طرقت الدار من حر مهجة ** أتيت وفيها من توقدها جمر
تبادر أهل الدار لي ثم صيحوا ** هو اللص محتوما له القتل والأسر
فلما سمع علي شعره رق له وقال للمهلب بن رباح اسمح له بها ونعوضك منها فقال يا أمير المؤمنين سله من هو لنعرف نسبه فقال النهاس بن عيينة العجلي فقال خذها فهي لك. وذكر التميمي في كتابه المسمى بامتزاج النفوس أن معاوية بن أبي سفيان اشترى جارية من البحرين فأعجب بها إعجابا شديدا فسمعها يوما تنشد أبياتا منها:
وفارقته كالغصن يهتز في الثرى ** طريرا وسيما بعد ما طر شاربه
فسألها فقالت هو ابن عمي فردها إليه وفي قلبه منها. وقال سالم بن عبدالله كانت عاتكة ابنة زيد تحت عبدالله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكانت قد غلبته على رأيه وشغلته عن سوقه فأمره أبو بكر بطلاقها واحدة ففعل فوجد عليها فقعد لأبيه على طريقه وهو يريد الصلاة فلما بصر بأبي بكر بكى وأنشأ يقول:
ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ** ولا مثلها في غير جرم يطلق
لها خلق جزل وحلم ومنصب ** وخلق سوي في الحياة ومصدق
فرق له أبو بكر رضي الله عنه وأمره بمراجعتها فلما مات قالت ترثيه:
آليت لا تنفك عيني سخينة ** عليك ولا ينفك جلدي أغرا
فلله عينا من رأى مثله فتى ** أعف وأمضى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ** إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فلما حلت تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأولم عليها فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتأذن لي يا أمير المؤمنين أدخل رأسي إلى عاتكة أكلمها قال نعم فأدخل علي رأسه إليها وقال يا عدية نفسها: آليت لا تنفك عيني قريرة ** عليك ولا ينفك جلدي أصفرا فبكت فقال له عمر ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن كل النساء يفعلن هذا فلما قتل عمر قالت ترثيه:
عين جودي بعبرة ونحيب ** لا تملي على الجواد النجيب
فجعتني المنون بالفارس المعـ ** ـلم يوم الهياج والتثويب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ** قد سقته المنون كأس شعوب
فلما حلت تزوجها الزبير بن العوام فاستأذنت ليلة أن تخرج إلى المسجد فشق ذلك عليه وكره أن يمنعها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا إماء الله مساجد الله فأذن لها ثم انكمى في موضع مظلم من الطريق فلما مرت وضع يده عليها فكرت راجعة تسبح فسبقها الزبير إلى المنزل فلما رجعت قال لها ما ردك عن وجهك قالت كنا نخرج والناس ناس وأما اليوم فلا وتركت المسجد فلما قتل الزبير قالت ترثيه:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة ** يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ** لا طائشا رعش السنان ولا اليد
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله ** فيما مضى حتى تروح وتغتدي
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ** عنها طرادك يا ابن أم الفرقد
إن الزبير لذو بلاء صادق ** سمح سجيته كريم المشهد
فلما حلت خطبها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت إني لأضن بك على القتل. اهـ.
.فوائد لغوية وإعرابية:
.قال ابن عادل:
«والكفل»: النَّصِيب، إلا أنَّ استعماله في الشَّرِّ أكثر، عكس النصيب، وإنْ كان قد استُعْمِل الكِفْلُ في الخَيْرِ، قال تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ} [الحديد: 28] وأصلُه قالوا: مُسْتَعَارٌ مِنْ كِفْلِ البَعير، وهو كساء يُدَارُ حَوْلَ سِنَامِهِ ليُرْكَبَ، سُمِّي بِذَلِك؛ لأنَّه لم يَعُمَّ ظهرهَ كُلَّه بل نَصِيبًا منه، ولغلبةِ استِعْمَالِه في الشَّرِّ، واستعمال النَّصِيب في الخير، غاير بَيْنَهُمَا في هذه الآيَة الكَريمة؛ إذ أتى بالكِفْل مع السَّيِّئَة، والنَّصِيب مع الحَسَنة، و«منها» الظَّاهِر أن «مِنْ» هنا سَببيَّة، أي: كِفْلٌ بِسَبِبها ونَصِيب بسبِبها، ويجُوز أن تكُون ابتدائِيةٌ، والمُقِيت: المُقْتَدَر قال: ابن عباس: مقتدرًا مجازيًا، قال: وَذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ الْوُدَّ عَنْهُ ** وَكُنْتُ عَلَى إسَاءَتِهِ مٌقِيتًا
أي: مقتدران ومنه: لَيْتَ شِعْرِي وأشْعُرَنَّ إذَا مَا ** قَرَّبُوهَا مَنْشُورَةً وَدُعِيتُ
ألِيَ الْفَضْلُ أمْ عَلَيَّ إذَا حُو ** سِبْتُ أنَّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ
وأنشد نَضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ:
تَجَلَّد ولا تَعْجَزْ وَكُنْ ذَا حَفِيظَةٍ ** فَإنِّي عَلَى مَا سَاءَهُمْ لَمُقِيتُ
قال النَّحَّاس: هو مُشْتَقٌ من القُوتِ، وهو مِقْدَارُ ما يَحْفَظ به بَدَنُ الإنْسَانِ من الهَلاَك فأصل مُقيت: مُقْوِت كَمُقِيم. ويقال: قُتُّ الرَّجُلَ؛ إذا حَفِظْتَ عليه نَفْسهُ «وكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقيت» وفي رواية من رَوَاه هَكَذَا ، أي: مَن هو تَحْت قُدْرَته وفي قَبْضَتِه من عِيَالٍ وغيره؛ ذكره ابن عَطِيَّة: يقول: منه: قُتُّهُ أقوته قُوتًا، وأقَتُّهُ أقِيتُهُ إقَاتَةً، فأنا قَائِتٌ ومُقِيتٌ. وأمَّا قول الشَّاعِرِ: ** إنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ
فقال الطَّبَرِي: إنه من غَيْر هَذا المعنى المتقدِّم، فإنه بمَعْنَى الموقوفِ، فأصْل مُقِيت: مُقْوِت كمُقِيم. وقال مُجَاهِدٌ: معنى مُقِيتًا: شاهدًا وقال قتادة: حَفِيظًا، وقيل معناه: على كل حيوان مُقِيتًا، أي: يُوصِل القُوت إلَيْه. قال القَفَّال: وأي هَذَيْن المعنيين كان فَالتَّأوِيل صَحِيحٌ، وهو أنه تعالى قادر على إيصَال النَّصِيب والكفيل من الجَزَاءِ إلى الشَّافِع؛ مثل ما يُوصِلُه إلى المَشْفُوع، إن خيراُ فَخَيْرٌ، وإن شَرًّا فَشَرٌّ، ولا ينتَقِص بسبَب ما يَصِل إلى الشَّافِع شيء من جَزاء المَشْفُوع، وعلى الوَجْه الآخر: أنَّه تعالى- حَافِظُ الأشْيَاء شَاهِدٌ عليها، لا يَخْفَى عليه شَيْءٌ من أحْوَالِهَا، فهو عَالِمٌ بأن الشَّافِع يَشْفَع في حَقِّ أو في بَاطِل، حَفِيظٌ عليهم فَيُجَازِي كلًا بما عَلِمَهُ منه. اهـ.
ترجمة مجاشع
مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن… (مُجَاشِع بن مَسْعود بن ثَعْلَبَة بن وَهْب بن عائذ بن رَبيعة بن يربوع بن سَمَّال بن عوف بن امرئِ القيس بن بَهْثَة بن سُلَيم بن منصور السُلمي. نزل البصرة. روى عنه أَبو عثمان النهدي، وكليب بن شهاب، وعبد الملك بن عمير. وأَسلم قبل أَخيه مجالد. وقتل يوم الجمل بالبصرة مع عائشة قبل القتال الأَكبر، وذلك أَن حكيم بن جبَلة قاتل عبد اللّه بن الزبير، وكان مجاشع مع ابن الزبير، فقُتل، حكيم وقتل مجاشع. قاله خليفة بن خياط. وقـال غيره: قتل يوم الجمـل يوم الحرب التي حضرهـا علي وطلحـة والزبير. وقـد استقصينـا ذلك في “الكامل في التاريخ”. وكان مجاشع أيام عُمَر على جيش يحاصر مدينة تَوَّج ففتحها. أَنبأَنا أَبو ياسر بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد: حدثني أَبي، حدثنا أَبو النصر، حدثنا أَبو معاوية ـــ يعني “شيبان” ـــ عن يحيى بن أَبي كثير، عن يحيى بن إِسحاق، عن مجاشع بن مسعود: أَنه أَتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم بابن أَخ له ليبايعه على الهجرة، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “لاَ، بَلْ نُبَايعُ عَلَى الْإِسْلَامِ؛ فَإِنَّهُ لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَيَكُونُ مِنَ التابعين بإِحسان أَخرجه الثلاثة [يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]. سَمَّال: بتشديد الميم، وآخره لام.) أسد الغابة. (مُجاشع بن سليم: وهو مجاشع بن مسعود من بني سليم، غاير بينهما ابن منده، فوهم)
الإصابة في تمييز الصحابة. (مُجَاشِع بن مسعود ، من بني يَرْبُوع بن سِمَاك) (مُجَاشِع بن مسعود بن ثَعْلَبَة بن وُهيب) الطبقات الكبير. (مُجَاشِع بن سُلَيم. قاله أَبو موسى: فَـّرَّق العسكري ـــ يعني عليًـا ـــ بين مجاشع بن مسعود ومجاشع بن سليم، وهما واحد، وهو ابن مسعود، من بني سلم. أَخرجه أَبو موسى.) أسد الغابة.قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن أبي شَيْبَة قال: حدّثنا محمّد بن الفُضيل، عن عاصم عن أبي عثمان عن مجاشع بن مسعود قال: أتيتُ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أنا وأخي لنبايعه على الهجرة فقال: “إنّ الهجرة قد مضت”، فقلنا: عَلَامَ نبايعك؟ فقال: “على الإسلام والجهاد في سبيل الله”، قال: فبايعناه، قال: ثمّ لقيتُ أخاه فقال: صدّقك مجاشع. الطبقات الكبير. قال الدُّولَابِيُّ:
إنه غزا كابل من بلاد الهند فصالحه الأصيهد فدخل مجاشع بيت الأصنام، فأخذ جوهرة من عين الصنم، وقال: لم آخذها إلا لتعلموا أنه لا يضر ولا ينفع (قال الْبُخَارِيُّ وغيره: له صحبة) له ذكر في ترجمة نصر بن حجاج أخرج ابْنُ سَعْدٍ و الخَرَائِطِيُّ بِسَندٍ صحيح، عن عبد الله بن بُريدة؛ قال: بينما عمر بن الخطاب يعسّ ذات ليلة في خلافته فإذا امرأة تقول:
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا أَوْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
فلما أصبح سأل عنه، فأرسل إليه؛ فإذا هو مِنْ أحسن الناس شِعْرًا وأصبحهم وجهًا، فأمره عمر أن يطمّ شعره، ففعل؛ فخرجت جَبْهَتُه فازداد حسنًا، فأمره أن يعتمَّ فازداد حسنًا، فقال عمر: لا والذي نفسي بيده لا تجامعني ببلد، فأمر له بما يُصلحه وصَيّره إلى البصرة؛ زاد الخرائِطيّ بسندٍ لين مِنْ طريق محمد بن سيرين ـــ أنه لما دخل البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود لكونه من قومه، ولمجاشع امرأةٌ جميلة يقال لها الخضراء، فكان يتحدث مع مجاشع، فكتب نَصْر في الأرض: إني أحبك حبًّا لو كان فوقك لأظلَّك أو كان تحتك لأقلّك، وكانت المرأة تقرأ، ومجاشع لا يقرأ، فرأت المرأةُ الكتابة فقالت: وأنا، فعلم مجاشع أنَّ هذا الكلام جواب، فدعا بإناء فكبَّه على الكتابة، ودعا كاتبًا فقرأه فعلم نَصْرٌ بذلك فاستحيا وانقطع في منزله فضنى حتى صار كالفرخ، فبلغ ذلك مجاشعًا فعلم سبَبَ ذلك؛ فقال لامرأته: اذهبي فأسنديه إلى صَدْرِك وأطعميه الطّعام، فعزم عليها ففعلت فتحامل نصر قليلًا، وخرج من البصرة. وذكر الهَيْثَمُ بْنُ عَدِي أنَّ مجاشعًا كان خليفة أبي موسى، وأن أبا موسى لما علم بقصته أمره أن يخرج إلى فارس] من ترجمة نصر بن حجاج “الإصابة في تمييز الصحاب(ذكر المدائني أيضًا بسندٍ له أنَّ عمرو بن معد يكرب تحمَّل حمالة، فأتى مجاشعًا يستعينه فيها، فقال: إن شئت أعطيتك ذلك مِنْ مالي، وإن شئت حكمتك، ثم أعطاه حُكمه، فمضى وهو يشكره، وسيأتي في ترجمة عمرو أنه مات قبل مجاشع. والله أعلم.) (له رواية في الصحيحين وغيرهما روى عنه أبو عثمان النهدي، وكليب بن شهاب، وأبو ساسان الرقاشي، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم.) الإصابة في تمييز الصحابة. (روى عنه أبو عثمان النّهدي، قال: أتيْتُ النَّبي صَلَّى الله عليه وسلم لأبايعه على الهجرة، فقال: “قد مضت الهجرة لأهْلِها ولكن على الإسلام والجهاد الخير
الاستيعاب في معرفة الأصحاب. له ذكر أيضًا في ترجمة أبي الأعور السلمي [قال محمد بن حبيب: كتب عُمر بن الخطاب إلى أُمَراء الآفاق أَن يبعثوا إليه من كل عَمَلٍ رجلًا مِنْ صالحيها؛ فبعثوا إليه أربعةً من البصرة والكوفة والشام ومصر، فاتفق أنَّ الأربعةَ من بني سليم؛ وهم الحجاج بن عِلَاط، وزيد بن الأخنس، ومجاشع بن مسعود، وأبو الأعور.] من ترجمة عَمْرو بن سفيان بن عبد شمس “الإصابة في تمييز الصحابة قال ابْنُ الْكَلْبِيِّ: تزوج سميلة بنت أبي حيوة بن أزيهر الدوسية، فقَتل عنها يوم الجمل
قال خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: قُتل يوم الجمل قبل الوقعة، وبَيَّنَ المدائني وعمر بن شبة أنه قتل في محاربة الزبير مع حكيم بن جَبَلة بسبب عثمان بن حُنيف، لأنه كان عاملًا على البصرة، فلما جاء الزبير ومن معه حاربه حكيم فغلبوا على البصرة، وأخرجوا عثمان، وقُتل مجاشع وأخوه مجالد، وكلُّ ذلك قبل أن يقدم علي.
الإصابة في تمييز الصحابة.
